اسليدرأخبار مصرالمصريين بالخارجمقالات واراء
الشعراوي: الإمام الذي فسّر القرآن… وأربك الملوك والعساكر
بقلم: أحمد مراد كاتب صحفي مقيم في نيويورك

تمر اليوم ذكرى رحيل إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي (15 أبريل 1911 – 17 يونيو 1998)
رحل عنه العالم، لكن صدى كلماته – الحكمة والدعاء – لا تزال مترددة في قلوبنا ومنابرنا.
الشعراوي: الإمام الذي فسّر القرآن… وأربك الملوك والعساكر
نشأ في قرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن وهو في سن الحادية عشرة.
درس في الأزهر، ثم ساهم في تأسيس كلية الشريعة بجامعة أم القرى في السعودية، وكان أستاذًا مكرمًا في جامعة الملك عبد العزيز.
⸻

الشعراوي وعبد الناصر: تحفّظ دون صدام
رغم تصاعد شعبيته في الستينات، لم يكن مقرّبًا من عبد الناصر، بل حافظ على حياده ورفض أن يكون أداة حكومية.
نُظر إليه كعالم متحفظ، يهمس في أذن مصر بدعائه وتفسيره، دون أن يُعكّر صفو النظام.
⸻

عُين وزيرًا للأوقاف عام 1976 حتى 1978، لكنه استقال لاحقًا قائلًا:
“المنصب لا يُضيف للحق، بل الحق هو الذي يشرّف أي منصب.”
ساهم في دعم مشروعات السلام، وأخبر السادات أن التنازل عن الدم للشعب فضيلة عظيمة.
⸻

علاقته بمبارك كانت قائمة على الاحترام المتجدد. لم يدخل في خلافات، لكنه نبه أحيانًا إلى خطر التدخل السياسي في الخطاب الديني، مُعلّقًا:
“الدعوة لا تُدار من فوق، بل من القلب إلى القلب.”
⸻


• عاش فيها سنوات طويلة، وكان مستشارًا دينيًا غير رسمي للملك فيصل ثم الملك خالد.
• له فضل كبير في تأسيس كلية الشريعة بجامعة الملك عبد العزيز.
• كان محبوبًا من الشعب والعائلة المالكة، حتى قيل إن الملك خالد طلب أن يُدفن بجانبه لكنه توفي بعد الشيخ بـ20 سنة.

• زارها في السبعينات، ورفض لقاء معمر القذافي لأنه “كان لا يحترم القرآن”.
• قال له أحد الصحفيين: “ألا تخشى من غضب القذافي؟”
فرد الشعراوي بابتسامته الشهيرة:
“أنا أخشى من غضب الله.”

• دعاه الرئيس حافظ الأسد لزيارة دمشق، لكنه اشترط أن يُلقي كلمة دون تدخل من المخابرات.
• وعندما سمعه الناس في الجامع الأموي، بكى المصلون من خشوع كلماته.

• ألقى محاضرة تاريخية في بيروت خلال الحرب الأهلية، وقال فيها:
“لا طائفة تنجو وحدها… إما نُبنى معًا، أو نُهدم معًا.”
⸻

• أول من أدخل تفسير القرآن للتليفزيون بلغة الناس.
• كان يرفض الإعداد المُسبق ويبدأ الحلقة بـ”بسم الله” ثم يُكمل ارتجالًا!
• أشهر عباراته:
“القرآن لما تقراه… لازم تحس إنك بتتغسل من جوّا.”
⸻

ردّ على خطابات الكراهية الطائفية بقوله:
“القرآن لم يقل لنا قاتلوا من خالفوكم في الدين… بل قال: أقربهم مودة.”
وكان دائمًا يُشيد بعلاقته مع قساوسة مصر، خاصة البابا شنودة، قائلاً:
“هم أهل كتاب… وأهل وطن.”
⸻

عن كوكب الشرق قال:
“الغناء في ذاته ليس حرامًا… لكن ما يقودك إلى الله يسمو، وما يشغلك عن الله يسقط.”
كان يدرك الفرق بين الفن المنحط والفن الراقي… ويؤمن أن الدين لا يعادي الجمال.
⸻

كان يحب تكرار عبارته الساخرة:
“اللي عايز يروح الجنة وهو بيأكل سندويتش، ده فاهم غلط… دي لجنة امتحان مش كافتيريا!”
وقال أيضاً:



⸻

توفي الإمام محمد متولي الشعراوي يوم 17 يونيو 1998، لكنه سيظل صوتًا خالدًا… يُنير الظلمات، ويهمس في ضمير الأمة.
⸻

الشعراوي لم يكن مجرد شيخ على شاشة التلفزيون، بل صوت مصر الذي خاطب قلبها بعين عالم وروح شاعر.
جمع بين الحكمة والفكاهة، بين الفقيه والأب، بين السياسة والسكينة… فكان مدرسة كاملة في رجل واحد.
⸻
